عصام صافي: الكبار يموتون… والصغار لا ينسون

خان يونس 11-5-2018 وفا- حاتم ابو دقة(بتصرف)
بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ ساعات صباح اليوم الجمعة، بتعزيز تواجدها على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة، ونشرت مزيدا من القناصة على التلال الرملية التي عكفت طوال امس على اقامتها.
ويعتبر اليوم، الجمعة الاخيرة، التي تسبق مسيرة العودة الكبرى التي ستنطلق الاثنين المقبل من كافة المناطق الفلسطينية ومخيمات الشتات احتجاجا على نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة في الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني واقامة دولة الاحتلال.
وفي الوقت الذي عززت فيه قوات الاحتلال من تواجدها بشكل غير مسبوق على امتداد الشريط الحدودي بدأ الالاف من المواطنين في التوافد الى خيام العودة في النقاط الخمسة التي حددتها اللجنة المشرفة على المسيرة منذ الثلاثين من آذار الماضي.
ففي بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، النقطة الاكثر سخونة، شهدت الخيام بدء توافد المواطنين منذ ساعات الصباح للتأكيد على رفضهم لسياسة القمع التي تتبعها قوات الاحتلال الاسرائيلي في التصدي لمتظاهرين عزل يرفعون العلم الفلسطيني، ويرددون هتافات تؤكد على حقهم في العودة الى اراضيهم التي سلبت بقوة السلاح.
ومن شرق مخيم خان يونس، جاء المواطن عصام صافي برفقة ابنائه الى خيام العودة التي وصفها بـ “بخيام التحرير”.
وتابع صافي الذي هجر والده من بلدة عبدس التي تقع الى الشرق من المجدل، ان مشاركته في مسيرة العودة جاءت للتأكيد على حق العودة والاصرار على افشال كافة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
وقال: ايماني بالله وبعدالة قضيتنا قوي وسنعود الى ارضنا ونأكل من ثمار شجرتي الجميز والتين اللواتي غرسهما جدي عبد العزيز، وكنا حتى فترة الثمانينيات نذهب مع افراد العائلة الى بلدتنا عبدس ونأكل من ثمارها.
واعادت الذاكرة بالمواطن صافي في احدى الزيارات التي كانت تقوم بها العائلة للبلدة، ان عمه اسماعيل احضر حفنة من التراب من ارضهم للتأكيد على حبه وانتمائه لأرضه التي لا يمكن لأي قوة في الارض ان تمنعه من حقه في العودة الى ارضه وبلدته الاصلية.
وتابع صافي: توّحد اليوم أبناء شعبنا تحت العلم الفلسطيني وحق العودة المقدس الذي لا يمكن لأي فلسطيني التنازل عنه”، لافتا الى أن مشاركته جاءت أيضا رفضا لإعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واكد اهمية المشاركة في مسيرات العودة التي تهدف الى اعادة القضية الفلسطينية الى اولويات المجتمع الدولي، مشددا على عروبة مدينة القدس وأنها رغم كل المؤامرات سنبقى العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية.
وشدد صافي على أن الخيام ستبقى شاهدة على معاناة الشعب الفلسطيني، الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي المتنكر لحقنا في الوجود على هذه الأرض”.